كثيرا ما أقول للناس : عقدت حلقة روحانية في يوم كذا أو ليلة كذا. ماذا اعني بذلك؟
بدءا أرجو أن لا يخلط القارئ بين طقسين متقاربين في التسمية ولكنهما مختلفان في الدلالات جملة وتفصيلا فالحلقة الروحانية هي غير الخلوة الروحانية والفرق بينهما كبير كما سأبين.
منذ بدأت عملي الفلكي والروحاني في برلين وحتى اليوم وأنا أقيم هذه الحلقات الروحانية. في يوم غير محدد من كل شهر يجتمع الناس عندي في شقتي الكبيرة في سياتل أو في صالة فندق كبير واسعة متى كان عدد المشاركين كبيرا ويكون كل مشارك قد حضر نظيف الجسم والملبس ومعهم باقات الزهور وهم في أتم استعداد للدخول إلى عالم شفيف بعيد عن ضراوة الحياة اليومية وفي داخل كل واحد منهم أمنية أو أمان يرجو تحقيقها.
وأبدأ اولا بتلاوة الجلجلوتية التي يعرفها الصوفيون والزهاد والروحانيون فهي قصيدة شعرية تبتهل إلى الله العظيم ومتضمنة أسماءه الحسنى وابتهالات تتوسل بها إليه جلّت قدرته وطالبة الشفاعة والعون من الأكرمين : محمد وعيسى وموسى أصفيائه ورسله إلى العالمين.
وما إن أنتهي من الجلجلوتية حتى أدخل في ابتهالات قدسية على ضوء الشموع التي يحمل كل مشارك واحدة منها تأخذ المشاركين إلى ملكوت السماء وترتفع نفوسهم عن السطح الأرضي لترتقي إلى معارج الفيض الأسمى الذي يغمرهم بشعور لا يدركون سرّه ولا يعرفون له بدءا أو انتهاءا.
هنا لا يحس المشارك إلاّ وعيناه مغمضتان تحاولان رؤية ما لا يمكن أن تراه بالبصر فهما الآن عاجزتان عن الرؤية الحسية المادية وتتحول كل الجوارح إلى بصيرة ترى البعد الأكبر من كل بعد والسمو الأعلى من كل سمو والنقاء الذي لا تعرفه الكلمات.
عند هذه المرحلة قد يبدأ مشارك بالبكاء وقد يرتعش آخر وقد يغشى على ثالث فالكل في غيبوبة عن ارض الصراع والمادة والجشع .
وتنطلق الهمسات الخافتة لتتحول إلى صمت مبتهل ورجاء أن تتحق أمنية لم تتحق بعد وأن يكون الذي لم يكن كائنا بعد.
وأنا في كل هذا محور الحلقة آخذ بأيدي المشاركين تدريجيا إلى حالة الوجد الصوفي والحب الألهي النقي.
وإذ تصفو النفوس والقلوب أنهي الحلقة بدعاء يشاركني فيه الجميع ويقبّل بعضهم بعضا ويرجو له تحقيق ما نوى.
قد يتساءل القارئ عن استيعاب المشاركين الذين لا يعرفون اللغة العربية ، والقصيدة الجلجلوتية عربية الكلمات والسبك.
العجيب في الأمر أن المشاركين امريكان و ألمان ونمساويين وفرتسيين وسويسريين وغيرهم كانوا أكثر استيعابا لقدرة اللغة العربية على أخذهم إلى معارج الروح السامية العليا وأن اللغة التي لا يعرفون كلمة واحدة منها لم تكن حاجزا بينهم وبين الوصول إلى حالة الوجد الصوفي والحب الألهي العميق .
هذه هي الحلقة الروحانية فما هي الخلوة الروحانية؟
يسألني الناس ويستشيرونني في حل مشكلاتهم من جلب حبيب إلى البحث عن مصير غائب أومختف أو حل مشكلة مالية أو فك عسر أو إسقاط سحر أو غير ذلك مما يعاني الناس أيامنا هذه. وأنا في عملي أستعين على حل تلك المشكلات بوسائل شتّى لا تخرج عن دائرة الوعي الكامل بقدرة الخالق العظيم على فتح أبواب الخير للناس .
هذه الوسائل هي طرقي إليه في عليائه يهديني إلى رؤية ما لا يراه غيري ويفتح بصيرتي ويريني كيف السبيل إلى الحلول السليمة وكيف أعين من استعان بي على حلّ مشكلته.
ما هي وسائلي التي أتبعها في الخلوة الروحانية؟
حين يهجع الناس ولا تبقى عين صاحية أتهيّأ للإنفراد بنفسي كي أصل إلى ملكوت الذي لا تنام عينه ولا يغفل عن خلقه وأتلو طقوسي وأخلع عني كل ما يربطني بالعالم الأرضي فأحس بأني أطوف في رحاب الرحمن فأسترحم وأرجوفيفتح عليّ بما أنقله فيما بعد إلى أصحاب المشكلات والسائلين.
قد أكون في حاجة إلى شيء من صاحب المشكلة أستعين به على إجراء طقوسي من صورة شخصية أو شعرات من الرأس أو شيء قريب من ذلك وقد تكفي كلمات أسمعها عبر الهاتف وأخزنها في عقلي الباطن وأسترجعها ساعة الخلوة .
هذه هي الخلوة الروحانية وهي – كما رأيت عزيزي القارئ – مختلفة عن الحلقة الروحانية تماما.
الخلوة الروحانية لا يشركني فيها أحد وهي سبيلى إلى الروح العليا تفتح لي ما انغلق لأعين كل ذي حاجة والحلقة الروحانية هي تجـمـّع روحي فيه المحتاجون إلى حلّ مشكلاتهم مهما تعددت وكيفمــا كانت.
بدءا أرجو أن لا يخلط القارئ بين طقسين متقاربين في التسمية ولكنهما مختلفان في الدلالات جملة وتفصيلا فالحلقة الروحانية هي غير الخلوة الروحانية والفرق بينهما كبير كما سأبين.
منذ بدأت عملي الفلكي والروحاني في برلين وحتى اليوم وأنا أقيم هذه الحلقات الروحانية. في يوم غير محدد من كل شهر يجتمع الناس عندي في شقتي الكبيرة في سياتل أو في صالة فندق كبير واسعة متى كان عدد المشاركين كبيرا ويكون كل مشارك قد حضر نظيف الجسم والملبس ومعهم باقات الزهور وهم في أتم استعداد للدخول إلى عالم شفيف بعيد عن ضراوة الحياة اليومية وفي داخل كل واحد منهم أمنية أو أمان يرجو تحقيقها.
وأبدأ اولا بتلاوة الجلجلوتية التي يعرفها الصوفيون والزهاد والروحانيون فهي قصيدة شعرية تبتهل إلى الله العظيم ومتضمنة أسماءه الحسنى وابتهالات تتوسل بها إليه جلّت قدرته وطالبة الشفاعة والعون من الأكرمين : محمد وعيسى وموسى أصفيائه ورسله إلى العالمين.
وما إن أنتهي من الجلجلوتية حتى أدخل في ابتهالات قدسية على ضوء الشموع التي يحمل كل مشارك واحدة منها تأخذ المشاركين إلى ملكوت السماء وترتفع نفوسهم عن السطح الأرضي لترتقي إلى معارج الفيض الأسمى الذي يغمرهم بشعور لا يدركون سرّه ولا يعرفون له بدءا أو انتهاءا.
هنا لا يحس المشارك إلاّ وعيناه مغمضتان تحاولان رؤية ما لا يمكن أن تراه بالبصر فهما الآن عاجزتان عن الرؤية الحسية المادية وتتحول كل الجوارح إلى بصيرة ترى البعد الأكبر من كل بعد والسمو الأعلى من كل سمو والنقاء الذي لا تعرفه الكلمات.
عند هذه المرحلة قد يبدأ مشارك بالبكاء وقد يرتعش آخر وقد يغشى على ثالث فالكل في غيبوبة عن ارض الصراع والمادة والجشع .
وتنطلق الهمسات الخافتة لتتحول إلى صمت مبتهل ورجاء أن تتحق أمنية لم تتحق بعد وأن يكون الذي لم يكن كائنا بعد.
وأنا في كل هذا محور الحلقة آخذ بأيدي المشاركين تدريجيا إلى حالة الوجد الصوفي والحب الألهي النقي.
وإذ تصفو النفوس والقلوب أنهي الحلقة بدعاء يشاركني فيه الجميع ويقبّل بعضهم بعضا ويرجو له تحقيق ما نوى.
قد يتساءل القارئ عن استيعاب المشاركين الذين لا يعرفون اللغة العربية ، والقصيدة الجلجلوتية عربية الكلمات والسبك.
العجيب في الأمر أن المشاركين امريكان و ألمان ونمساويين وفرتسيين وسويسريين وغيرهم كانوا أكثر استيعابا لقدرة اللغة العربية على أخذهم إلى معارج الروح السامية العليا وأن اللغة التي لا يعرفون كلمة واحدة منها لم تكن حاجزا بينهم وبين الوصول إلى حالة الوجد الصوفي والحب الألهي العميق .
هذه هي الحلقة الروحانية فما هي الخلوة الروحانية؟
يسألني الناس ويستشيرونني في حل مشكلاتهم من جلب حبيب إلى البحث عن مصير غائب أومختف أو حل مشكلة مالية أو فك عسر أو إسقاط سحر أو غير ذلك مما يعاني الناس أيامنا هذه. وأنا في عملي أستعين على حل تلك المشكلات بوسائل شتّى لا تخرج عن دائرة الوعي الكامل بقدرة الخالق العظيم على فتح أبواب الخير للناس .
هذه الوسائل هي طرقي إليه في عليائه يهديني إلى رؤية ما لا يراه غيري ويفتح بصيرتي ويريني كيف السبيل إلى الحلول السليمة وكيف أعين من استعان بي على حلّ مشكلته.
ما هي وسائلي التي أتبعها في الخلوة الروحانية؟
حين يهجع الناس ولا تبقى عين صاحية أتهيّأ للإنفراد بنفسي كي أصل إلى ملكوت الذي لا تنام عينه ولا يغفل عن خلقه وأتلو طقوسي وأخلع عني كل ما يربطني بالعالم الأرضي فأحس بأني أطوف في رحاب الرحمن فأسترحم وأرجوفيفتح عليّ بما أنقله فيما بعد إلى أصحاب المشكلات والسائلين.
قد أكون في حاجة إلى شيء من صاحب المشكلة أستعين به على إجراء طقوسي من صورة شخصية أو شعرات من الرأس أو شيء قريب من ذلك وقد تكفي كلمات أسمعها عبر الهاتف وأخزنها في عقلي الباطن وأسترجعها ساعة الخلوة .
هذه هي الخلوة الروحانية وهي – كما رأيت عزيزي القارئ – مختلفة عن الحلقة الروحانية تماما.
الخلوة الروحانية لا يشركني فيها أحد وهي سبيلى إلى الروح العليا تفتح لي ما انغلق لأعين كل ذي حاجة والحلقة الروحانية هي تجـمـّع روحي فيه المحتاجون إلى حلّ مشكلاتهم مهما تعددت وكيفمــا كانت.